كي يتفادى ربطه بالموقفين الإسباني والأمريكي.. سيجورني: نركز على موقف فرنسا بخصوص الصحراء وهو دعم المقترح المغربي
لماذا لا تنتقل فرنسا إلى موقف أكثر وضوحا بخصوص ملف الصحراء، على غرار ما قامت به إسبانيا وقبلها الولايات المتحدة الأمريكية؟.. كان هذا هو السؤال الذي لاحق وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، بعد زيارته الأخيرة إلى المغرب من أجل إعادة الدفء للعلاقة بين البلدين، ليجدد التأكيد على أن باريس ستستمر في دعم طرح الرباط القائم على الحكم الذاتي.
وحل الوزير الفرنسي ضيفا على برنامج حوالي عبر إذاعة France Inter، حيث وُوجه بسؤال مباشر، حول هذا الموضوع، وقال "أولا نعمل على تدشين مرحلة جديدة مع المغرب، لدينا علاقات جد متميزة مع المملكة، لقد عبرت عن ذلك في حينه، ونحن في حاجة لتقوية الرابط الدبلوماسي بيننا وإعادة التأكيد عليه، وأن نعيد بناءه على أسس المضامين دبلوماسية والمبادلات الاقتصادية والسياحية، باختصار كل هذا نعمل عليه".
سيجورني، الذي لاحقته ملاحظات حول عدم قدرته على تحقيق الكثير خلال زيارته الأولى إلى المملكة، أضاف "بخصوص ملف الصحراء كانت فرنسا أول بلد أعلن دعم مخطط الحكم الذاتي في المنطقة، الذي تمت مناقشته داخل الأمم المتحدة، ونحن مستمرون في ذلك، وأعلنت عن هذا الأمر علنا، وأنا شخصيا مُعبأ كي يمضي الأمر قُدما".
وحاول سيجورني أن يكون أكثر "دبلوماسية"، حين عرض عليه مُحاوره الموقف الإسباني الذي يرى في الحكم الذاتي المغربي، الموقف الأكثر جديدة وواقعية ومصداقية لحل قضية الصحراء، أو الموقف الأمريكي الداعم للسيادة المغربية على المنطقة، لكن في نهاية المطاف أورد "نحن اليوم نركز على الموقف الفرنسي الذي هو دعم المقترح المغربي بخصوص الصحراء".
وعندما حل بالمغرب يوم الاثنين الماضي، التقى وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني بالرباط، نظيره وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بهدف مُعلن وواضح وهو تحسين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإخراجها من مرحلة الأزمة التي عمرت طويلا، حيث أكد أن ملف الصحراء يتصدر أولويات الرحلة.
وجدد سيجورني التأكيد على دعم بلاده "الواضح والثابت" لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب، مؤكدا أنه بالنسبة لفرنسا "حان الوقت لتحقيق تقدم في هذه القضية"، مذكرا بأن فرنسا كانت أول بلد يدعم مخطط الحكم الذاتي المغربي سنة 2007، مضيفا أنه "في إطار الاستمرارية المنطقية لهذا الالتزام، حان الوقت لتحقيق تقدم".
وقال سيجوني إنه، بصرف النظر عن المواقف السياسية، فإن فرنسا تتقدم بمبادرات ملموسة، مشيرا إلى أن بلاده "ترغب أيضا في المضي قدما مع الأخذ بعين الاعتبار المصالح والاحتياجات" من خلال الحضور بالأخص في المجالين التعليمي والثقافي، مذكرا بوجود مدرستين فرنسيتين بكل من الداخلة والعيون".
وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن المعهد الفرنسي أحدث مؤخرا، بتعاون وثيق مع الشركاء المحليين، مركزا ثقافيا متجولا بكل من العيون وبوجدور والداخلة، والذي يلقى نجاحا كبيرا، وسجل أن فرنسا ترغب أيضا في المضي قدما من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة على الخصوص.
وأبرز سيجورني أن فرنسا "ستواكب التنمية في هذه المنطقة من خلال دعم جهود المغرب في مختلف المجالات"، مشددا على أن المملكة "استثمرت بشكل كبير في مشاريع تنموية لفائدة الساكنة المحلية، وفي مجال التكوين والطاقات المتجددة والسياحة والاقتصاد الأزرق المرتبط بالموارد المائية".